حسين سرحان
حسين سرحان (نبذة موجزة)
حسين بن علي بن صويلح بن سِرْحان الرويس العتيـبي( ). وُلد- على أصح الأقوال – عام 1332هـ في حي المعابدة بمكة المكرمة، وعاش في كنف جده لأمه، وتلقى تعليمه الأول في الكتاتيب، وفي المسجد الحرام، ثم التحق بمدرسة الفلاح، لكنه تركها قبل أن يتحصل على الشهادة الابتدائية، وانصرف إلى قراءاته الخاصة( ).
كان لنهمه القرائي المبكر أثر كبير في إبداعه الأدبي إذ تنوعت مصادر ثقافته وشملت عددا من العلوم إلى جانب كتب الأدب العربي حديثه وقديمه، ككتب الفلسفة، والتاريخ، بالإضافة إلى العلوم الأخرى، وكانت له قراءات متنوعة في الآداب الأجنبية المترجمة قديمها وحديثها، فقرأ في الآداب اليونانية لأفلاطون، وأرسطو، وسقراط، وأبيقور، وجورجياس، وغيرهم من المفكرين والأدباء اليونانيين القدامى، واطلع على الشعر الفارسي القديم، وعلى بعض الأساطير الإغريقية القديمة ( ).
عاش طبيعتين: بدوية وحضرية وكان ميالا إلى الأولى منهما كما قال عن نفسه( )، فتميز شعره بـتجلي روح البداوة فيه، من حيث التصوير، والأخيلة، والمعجم الشعري، ومن حيث الهيكل العام للنص الشعري القديم،كما أن ثقافة الشاعر العربية القديمة، واطلاعه الواسع على الشعر العربي القديم أسهم في وسم شعره بهذه السمات، وأبرز مدى تأثره بالقدماء في شعره، إذ إن “اقتبساته الشعرية تُظهر بعض تأثره بالبحتري، وصالح بن عبد القدوس، وابن الرومي، وابن المعتز، ومهيار الديلمي، وأبي نواس، والفرزدق، وأبي العلاء”( )، مما يوضح مدى تنوع قراءات الشاعر في عصور الشعر العربي المتعاقبة ومدى انعكاس ذلك على شعره.
ولم تقتصر قراءات الشاعر على الشعر فقط، فقد كان”يستمد بعض معانيه من أمثال العامة وبعض الأساطير الإغريقية ويشير إلى هيلانة فاكارسلو وفولتير ورومان ورولان وفاوست ويستشهد بالشعراء الرمزيين مما يدل على غزارة ثقافته”( )وتنوعها، وتركيزه على المعنى الشعري المراد إيصاله للمتلقي من خلال ربطه بالأثر المقروء، سواء كان شعرا، أو مثلا، أو أسطورة، أو غير ذلك.
وصاغ الشاعر تجاربه الحياتية ورؤاه وخبراته وثقافته في ثنايا إبداعاته الشعرية، فضمنها رؤى منوعة، أسسها على دلائل مختلفة، يحكمها منطق تعايشه مع واقعه ومجتمعه، وكان نزاعًا نحو ذاته يستنطقها ويتلمس آثار تجارب الحياة عليها، فتنزاح مضامين نصوصه -غالبًا- عن مضامين الإنتاج الشعري العربي القديم، وتنشد مضامين الشعر العربي الحديث، لكنها تتوشح بخصائص القديم شكلا.
وقد مارس الشاعر عددًا من الأعمال الحرة كبيع الغنم وشرائها( )، وتدرج في عدد من الوظائف الحكومية، وكانت له صلة وثيقة بالصحافة، فظهر نتاجه الأدبي في عدد من الصحف والمجلات، ونُشر أول نص أدبي له وهو في السابعة عشرة من عمره( ). وتنوعت كتابته الإبداعية، فكتب في فنون أدبية مختلفة منها: القصة، والمقالة .
وقد توفي عام 1413هـ( )، تاركًا خلفه عددًا من الأعمال الأدبية الشعرية والنثرية هي:( )
1. أعماله الشعرية
– أجنحةٌ بلا ريش، وطبع عام 1388هـ ، وطبع مرة أخرى عام 1397هـ.
– أوزان في الميزان، وصدر ضمن الأعمال الكاملة عام 1433هـ.
– الطائر الغريب، وطبع عام 1397هـ.
– الصوت والصدى، وطبع عام 1409هـ.
– ملحق شعره، وهو ما جمعه الباحث أحمد المحسن من الصحف والمجلات وألحقه بدراسته (شعر حسين سرحان:دراسة نقدية)عام 1405هـ، وقد طبعه نادي جدة الأدبي عام1411هـ .
وفي عام 1433هـ طبع الأستاذ عبد المقصود خوجه أعمال الشاعر الشعرية والنثرية كاملة في ثلاثة أجزاء.
2. أعماله النثرية
– في الأدب والحرب، وهي رسالة تتعلق بأدبيات الحرب، كتبها حسين سرحان أيام الحرب العالمية الثانية، متأثرًا بالأجواء السياسية العالمية، وقد صدرت عن نادي الطائف الأدبي عام 1398هـ.
– من مقالات حسين سرحان، وهو كتابٌ يحوي أربعًا وخمسين مقالة وقصة نُشرت في الصحف والمجلات، وصدر عن نادي الرياض الأدبي عام 1400هـ.
وقد جمع الدكتور عبد الله الحيدري-في دراسته آثار حسين سرحان النثرية(1426هـ)-بقية هذه الأعمال النثرية من الصحف والمجلات، وذكر أنها تزيد على ثلاثمئة نص.
التصنيف : أدباء مكة